موضوع للنقاش: دليل السفر الشامل
أعزائي الزوار، إقترب موسم الإجازة الصيفية و بدئنا بتجهيز أنفسنا لقضاء إجازتنا في دول أخرى، يا ترى ما هي الإستعدادات و الإحتياطات الواجب إتخاذها لنستمتع بوقتنا و نعود بسلام إلى بيوتنا بعد قضاء إجازة ناجحة؟
ما هي وجهتكم المفضلة هذا العام؟
ما هي فترة الإجازة؟
هل تسافرون براً أم بالطائرة؟
هل تنوون إستئجار سيارة سياحية عند وصولكم؟
هل تستطيع المشاركة برأيك؟ أو ربما بعض من خبراتك السابقة؟
نحن بإنتظار سماع أرائكم من خلال المشاركة في التعليقات.
تجربة شخصية لأحد المسافرين العرب إلى زيلامسي:
زيلامسي المفقودة
من أسوء الأشياء أن تفقد شيئاً مهماً في وقت أنت بأمس الحاجة إليه…فكيف تكون المشاعر عندما تفقد الطريق الصحيح في السفر…و زيادة على ذلك ليس أي سفر ,بل في أرض غربة و مكان من العالم مجهول و بقعة بعيدة جديد عليك….فهناك يكون قد استُبدل الأمن خوفاً…و تحولت الألوان الزاهية إلى سواد حالك , و بلغ منتهاه من الظلام حتى يخيل إليك أنه لا شيء في الكون إلا اللون الأسود…و هناك تغيب عن العين جميع المناظرالرائعة و تغدو إلى مناظر فضيعة , تهابها النفس و يقشعر منها البدن….وهناك يتحول الجمال إلى أحمال على القلب….و تكون النفس غير النفس…
نظرت من حولي نظرة تأمل يشوبها شيئاً من الحذر…فأبحث في كل إتجاه لعلي أجد شيئاً يخفف من حزني , أو يرد علي تساؤلي الذي ينطق برغم الصمت الذي حولي … فهل أنا فعلاً فقدت الطريق إلى زيلامسي ؟!….صوت النفيقيشن يحرك اتجاهاته إلى طريق صغير ضيق ….و صدري يضيق مع هذا الاتجاه….نظرت من حولي …رأيت الشمس في كبد السماء….ثم نظرت إلى ظل الأشجار….كان ظل كل شيء مثليه…فحينها علمت أن الشمس إلى غروب…و أن صلاة العصر قد حانت…توقفت على جانب الطريق….و حددت الإتجاه الشرقي الجنوبي…نظرت من حولي… الجبال… الأنهار… الأشجار….السحاب…. كل ما يحيط بي من جمال و أمور عظام…فرفعت يدي إلى أعلى وقلت : ” الله أكبر “…مفتتحاً بها صلاتي العصر…نعم الله أكبر من كل شيء…. الله اكبر نطقتها و أحس بها تتردد بين الجبال ….الله أكبر لفظتها و أحس انها تسعد بها الأشجار….ألله أكبر وقفت تسمعها السحاب … الله أكبر سعدت بها الأجواء و الفضاء و كل تلك الديار…إن من أحب و أسعد اللحظات… هي لحظات صلاتي في أرض لم يُسجد بها لله سجدة…أتممت صلاتي…تحت نظرات السائرين من المسافرين و هم يستغربون …من ذاك الذي يضع رأسه على الأرض…فليتهم يعلمون ما بتلك الصلاة من سعادة….
ركبت سيارتي …بعدما أنهيت صلاتي….جال في نفسي ألف خاطره…. و لاح في ذهني ألف سؤال و سؤال…هل أتابع المسير ؟ … أم أعود إلى أدراجي …..توقفت….و تأملت كيف أن الله و بقدرته و بلحظة قد يقلب السعادة إلى تعاسة….و الأمن إلى خوف…و الأمل إلى حزن… لكن يجب أن لا تقف في طريقي عثرة صغيرة…أو أن أقع في كمين أول خطوة من العثرات المتوقعة ..فكل ذلك متوقع في سبيل من يبتغي المتعة و المغامرة , أو أختار أن يسير في سبيل الرحالة…فكان القرار أن أكمل المسير …
في كل أنحاء العالم يتقلب اليوم بين الليل و النهار ….بين الشمس و القمر….بين النور و الظلام…أما في تلك المناطق…فهناك ليل و نهار…و وقت آخر بينهما….وهو عندما تختفي الشمس خلف الجبال….فينفذ نورها من خلفها …
فيكون منظر الأرض مهيب…ليس بالليل دامس و ليس بالنهار ساطع…نور مع ظلام…هدوء يلف المكان….الأشجار ساكنه …تحس أن كل معالم الأرض تنتظر قدوم الليل أو وضوح النهار….
هناك و من بعيد تقبع جبال عالية….من يراها و الشمس من خلفها.. يخيل إليه أن الجبال قادمة إليه….و من فوق الجبال سحب داكنة تنفذ من خلالها أشعة الشمس الحمراء….الطريق ضيق و ملتوي…ويمر كمارد أسود ليوصلك إلى الجبال المخيفة….سمعت عن جبال الألب و ارتفاعها ….عن قممها… عن علوها…. لكن لم يخيل لي يوماً أن أقف تحتها….و أنظر إليها و هي شامخة بإرتفاعها…. بل و أن أتسلقها عبر ممراتها الضيقة ….إنها تجربة جديدة ….و بحالتي من الممكن أن تكون مخيفة …
بعد لحظات أحسست أنني بين أكوام من الجبال…بل أحسست أنني في كمين منها….من كل اتجاه عن اليمين و الشمال …من الأمام و الخلف…لا أعرف أين أسير ….و لكن أسير…بل إنني أسرع المسير….و لا أدري لماذا أسرع المسير…هل أريد أن أهرب من الخوف إلى الجبال المخيفة….هناك من بعيد نور سيارة قادم….أغبطه فقد خرج للتو من ظلمة الجبال…و نوره يشع و يقترب…فما هي إلا لحظات حتى تضائل نوره و انطفئ….و حلت الوحشة من جديد على أرجاء الكون…كان كل شيء ساكن…أحسست أن كبينة القيادة كبيرة و أن بيني و بين المقعد الخلفي مسافات بعيدة….وضعت المرآة على وجهي لعلي أجد من صورتي ما يخفف به من وحدتي…كنت أنظر إلى نفسي و أقلب عيني على من حولي…مررنا بمزارع و قرى كثيرة…كانت تلك المدن و القرى كمقبرة كبيرة….إنها مقبرة الأحياء….أو يخيل إلي كذلك…
الأبقار و أجراس الكنائس تدق صوت نواقيس الخطر في أذني…إنها تسبب الفزع في قلبي ….كأنها طبول الموت تدق بصوت قوي…و صوت القطار الذي يسمع دويه بين الجبال كمطارق تهز الكون و تهز كياني ….في أعالي الجبال الأكواخ منتشرة….و تلمع من بعيد فتيلة الضوء الذي يشع مرة و يخفت مرة…بحسب مرور الضباب من أمامه….فتصبح الجبال و كأن لها أعين ترمش و تراقب هذا القادم….
في القرى كان الناس ينظرون من النوافذ….. و لا أعلم لماذا ينظرون و هم صامتون …هل هم يرحبون بهذا الغريب الذي تاه عن الطريق ؟!….. هل هم يرحمون هذا الغريب الذي رمته حظوظه في هذه الدروب؟!…نظراتهم تزيد من خوفي….و أنا لا أملك من نفسي إلا أن أمسك بمقودي….و أسير عبر طريقي….و طريقي يقربني للجبال العالية….
أن تقود سيارتك و أنت محاط بجبال عالية لا تكاد أن تطالع أعلاها فذلك شيء مخيف…فكيف يكون الحال عندما تحس أنك أخطأت الطريق و أن الظلام يكاد يخنق الأنفاس ….اقتربت من الجبال و بنظري أن من المستحيل أن تجابه تلك الجبال العالية….
أخذت المنعطفات تقودني من قمة إلى قمة….وكل ما أستطيع أن أراه هي عدة أمتار من الأفق….هناك نفق طويل خيل إلي أنه فم لهذا الجبل المهيب….و كأنه يريد أن يبتلعني…..في آخره دائرة يشع منها نور الفضاء….دائرة صغيرة جداً و بعيدة جداً….من صغرها أراها كثقب إبرة فكيف لا يضيق نفسي و هذه هي نهاية مشواري….. ….
الأشجار من طرفي الطريق تمتد حتى تلتصق مع بعض مكونة بوابة مظلمة من نفق طويل ..بدايته معروفة و نهايته تلمحها عيني عبر نور ينفذ من بعيد…نور يعطيني أمل أن أصل إلى النهاية…. و بغض النظر عن تلك النهاية…لكن هل هناك أفضل من أن ينتهي الرعب بأي شكل …
و على الطريق….كانت اللوحات الإرشادية تبعث في النفس الرعب ….ففي كل عدة أمتار هناك لوحة تدل على منزلقات مائية… أو صخور متساقطة….أو منحدرات تؤدي إلى الهاوي….يكاد الظلام يطبق على كل شيء….و أكاد أنا و بسيارتي أن ألامس أعالي الجبال…هناك سحب منتشرة في كل مكان في أسفل مني و أعلى مني و عن يميني و شمالي …و لم أحس يوماً من الأيام أن منظر السحب الكثيفة مخيفة ….و أن أصوات المطر مرعبة….
في لحظة هي بعمر الزمن …كنت أنتظر أن أصل إلى أعلى الجبل….لعلني أكون في مرتفع و أنظر إلى الكون من حولي و أجد طريقي من جديد يبعث الأمل في نفسي…وصلت…نظرت…تأملت….و جدت هناك أنوار تتلألأ من بعيد….أنوار بسيطة لكنها مريحة….أنوار أرضية تتلامس مع أنوار النجوم الساطعة في السماء…أنوار كأنها تناديني….أنوار كأني أعرفها …لم ترها عيني من قبل… لكن قلبي يعرفها…مضيت فرحاً …بوجود تلك الفسحة من الأمل….أنوار سيارتي تسطع على لوحة زرقاء قد خطت بقلم أبيض فسفوري براق…كتب عليها ….زيلامسي 10 كيلوا….مع هذه اللوحة و في هذه لحظة ينقلب الخوف إلى أمن ….و تتحول جميع الألوان إلى لونها الطبيعي…فرغم سواد الليل الدامس…لكنني أرى كل شيء بوضوح….الزهور ,و الطبيعة , و الأشجار , و الأنهار…..
ما هي وجهتكم المفضلة هذا العام؟
ما هي فترة الإجازة؟
هل تسافرون براً أم بالطائرة؟
هل تنوون إستئجار سيارة سياحية عند وصولكم؟
هل تستطيع المشاركة برأيك؟ أو ربما بعض من خبراتك السابقة؟
نحن بإنتظار سماع أرائكم من خلال المشاركة في التعليقات.
تجربة شخصية لأحد المسافرين العرب إلى زيلامسي:
زيلامسي المفقودة
من أسوء الأشياء أن تفقد شيئاً مهماً في وقت أنت بأمس الحاجة إليه…فكيف تكون المشاعر عندما تفقد الطريق الصحيح في السفر…و زيادة على ذلك ليس أي سفر ,بل في أرض غربة و مكان من العالم مجهول و بقعة بعيدة جديد عليك….فهناك يكون قد استُبدل الأمن خوفاً…و تحولت الألوان الزاهية إلى سواد حالك , و بلغ منتهاه من الظلام حتى يخيل إليك أنه لا شيء في الكون إلا اللون الأسود…و هناك تغيب عن العين جميع المناظرالرائعة و تغدو إلى مناظر فضيعة , تهابها النفس و يقشعر منها البدن….وهناك يتحول الجمال إلى أحمال على القلب….و تكون النفس غير النفس…
نظرت من حولي نظرة تأمل يشوبها شيئاً من الحذر…فأبحث في كل إتجاه لعلي أجد شيئاً يخفف من حزني , أو يرد علي تساؤلي الذي ينطق برغم الصمت الذي حولي … فهل أنا فعلاً فقدت الطريق إلى زيلامسي ؟!….صوت النفيقيشن يحرك اتجاهاته إلى طريق صغير ضيق ….و صدري يضيق مع هذا الاتجاه….نظرت من حولي …رأيت الشمس في كبد السماء….ثم نظرت إلى ظل الأشجار….كان ظل كل شيء مثليه…فحينها علمت أن الشمس إلى غروب…و أن صلاة العصر قد حانت…توقفت على جانب الطريق….و حددت الإتجاه الشرقي الجنوبي…نظرت من حولي… الجبال… الأنهار… الأشجار….السحاب…. كل ما يحيط بي من جمال و أمور عظام…فرفعت يدي إلى أعلى وقلت : ” الله أكبر “…مفتتحاً بها صلاتي العصر…نعم الله أكبر من كل شيء…. الله اكبر نطقتها و أحس بها تتردد بين الجبال ….الله أكبر لفظتها و أحس انها تسعد بها الأشجار….ألله أكبر وقفت تسمعها السحاب … الله أكبر سعدت بها الأجواء و الفضاء و كل تلك الديار…إن من أحب و أسعد اللحظات… هي لحظات صلاتي في أرض لم يُسجد بها لله سجدة…أتممت صلاتي…تحت نظرات السائرين من المسافرين و هم يستغربون …من ذاك الذي يضع رأسه على الأرض…فليتهم يعلمون ما بتلك الصلاة من سعادة….
ركبت سيارتي …بعدما أنهيت صلاتي….جال في نفسي ألف خاطره…. و لاح في ذهني ألف سؤال و سؤال…هل أتابع المسير ؟ … أم أعود إلى أدراجي …..توقفت….و تأملت كيف أن الله و بقدرته و بلحظة قد يقلب السعادة إلى تعاسة….و الأمن إلى خوف…و الأمل إلى حزن… لكن يجب أن لا تقف في طريقي عثرة صغيرة…أو أن أقع في كمين أول خطوة من العثرات المتوقعة ..فكل ذلك متوقع في سبيل من يبتغي المتعة و المغامرة , أو أختار أن يسير في سبيل الرحالة…فكان القرار أن أكمل المسير …
في كل أنحاء العالم يتقلب اليوم بين الليل و النهار ….بين الشمس و القمر….بين النور و الظلام…أما في تلك المناطق…فهناك ليل و نهار…و وقت آخر بينهما….وهو عندما تختفي الشمس خلف الجبال….فينفذ نورها من خلفها …
فيكون منظر الأرض مهيب…ليس بالليل دامس و ليس بالنهار ساطع…نور مع ظلام…هدوء يلف المكان….الأشجار ساكنه …تحس أن كل معالم الأرض تنتظر قدوم الليل أو وضوح النهار….
هناك و من بعيد تقبع جبال عالية….من يراها و الشمس من خلفها.. يخيل إليه أن الجبال قادمة إليه….و من فوق الجبال سحب داكنة تنفذ من خلالها أشعة الشمس الحمراء….الطريق ضيق و ملتوي…ويمر كمارد أسود ليوصلك إلى الجبال المخيفة….سمعت عن جبال الألب و ارتفاعها ….عن قممها… عن علوها…. لكن لم يخيل لي يوماً أن أقف تحتها….و أنظر إليها و هي شامخة بإرتفاعها…. بل و أن أتسلقها عبر ممراتها الضيقة ….إنها تجربة جديدة ….و بحالتي من الممكن أن تكون مخيفة …
بعد لحظات أحسست أنني بين أكوام من الجبال…بل أحسست أنني في كمين منها….من كل اتجاه عن اليمين و الشمال …من الأمام و الخلف…لا أعرف أين أسير ….و لكن أسير…بل إنني أسرع المسير….و لا أدري لماذا أسرع المسير…هل أريد أن أهرب من الخوف إلى الجبال المخيفة….هناك من بعيد نور سيارة قادم….أغبطه فقد خرج للتو من ظلمة الجبال…و نوره يشع و يقترب…فما هي إلا لحظات حتى تضائل نوره و انطفئ….و حلت الوحشة من جديد على أرجاء الكون…كان كل شيء ساكن…أحسست أن كبينة القيادة كبيرة و أن بيني و بين المقعد الخلفي مسافات بعيدة….وضعت المرآة على وجهي لعلي أجد من صورتي ما يخفف به من وحدتي…كنت أنظر إلى نفسي و أقلب عيني على من حولي…مررنا بمزارع و قرى كثيرة…كانت تلك المدن و القرى كمقبرة كبيرة….إنها مقبرة الأحياء….أو يخيل إلي كذلك…
الأبقار و أجراس الكنائس تدق صوت نواقيس الخطر في أذني…إنها تسبب الفزع في قلبي ….كأنها طبول الموت تدق بصوت قوي…و صوت القطار الذي يسمع دويه بين الجبال كمطارق تهز الكون و تهز كياني ….في أعالي الجبال الأكواخ منتشرة….و تلمع من بعيد فتيلة الضوء الذي يشع مرة و يخفت مرة…بحسب مرور الضباب من أمامه….فتصبح الجبال و كأن لها أعين ترمش و تراقب هذا القادم….
في القرى كان الناس ينظرون من النوافذ….. و لا أعلم لماذا ينظرون و هم صامتون …هل هم يرحبون بهذا الغريب الذي تاه عن الطريق ؟!….. هل هم يرحمون هذا الغريب الذي رمته حظوظه في هذه الدروب؟!…نظراتهم تزيد من خوفي….و أنا لا أملك من نفسي إلا أن أمسك بمقودي….و أسير عبر طريقي….و طريقي يقربني للجبال العالية….
أن تقود سيارتك و أنت محاط بجبال عالية لا تكاد أن تطالع أعلاها فذلك شيء مخيف…فكيف يكون الحال عندما تحس أنك أخطأت الطريق و أن الظلام يكاد يخنق الأنفاس ….اقتربت من الجبال و بنظري أن من المستحيل أن تجابه تلك الجبال العالية….
أخذت المنعطفات تقودني من قمة إلى قمة….وكل ما أستطيع أن أراه هي عدة أمتار من الأفق….هناك نفق طويل خيل إلي أنه فم لهذا الجبل المهيب….و كأنه يريد أن يبتلعني…..في آخره دائرة يشع منها نور الفضاء….دائرة صغيرة جداً و بعيدة جداً….من صغرها أراها كثقب إبرة فكيف لا يضيق نفسي و هذه هي نهاية مشواري….. ….
الأشجار من طرفي الطريق تمتد حتى تلتصق مع بعض مكونة بوابة مظلمة من نفق طويل ..بدايته معروفة و نهايته تلمحها عيني عبر نور ينفذ من بعيد…نور يعطيني أمل أن أصل إلى النهاية…. و بغض النظر عن تلك النهاية…لكن هل هناك أفضل من أن ينتهي الرعب بأي شكل …
و على الطريق….كانت اللوحات الإرشادية تبعث في النفس الرعب ….ففي كل عدة أمتار هناك لوحة تدل على منزلقات مائية… أو صخور متساقطة….أو منحدرات تؤدي إلى الهاوي….يكاد الظلام يطبق على كل شيء….و أكاد أنا و بسيارتي أن ألامس أعالي الجبال…هناك سحب منتشرة في كل مكان في أسفل مني و أعلى مني و عن يميني و شمالي …و لم أحس يوماً من الأيام أن منظر السحب الكثيفة مخيفة ….و أن أصوات المطر مرعبة….
في لحظة هي بعمر الزمن …كنت أنتظر أن أصل إلى أعلى الجبل….لعلني أكون في مرتفع و أنظر إلى الكون من حولي و أجد طريقي من جديد يبعث الأمل في نفسي…وصلت…نظرت…تأملت….و جدت هناك أنوار تتلألأ من بعيد….أنوار بسيطة لكنها مريحة….أنوار أرضية تتلامس مع أنوار النجوم الساطعة في السماء…أنوار كأنها تناديني….أنوار كأني أعرفها …لم ترها عيني من قبل… لكن قلبي يعرفها…مضيت فرحاً …بوجود تلك الفسحة من الأمل….أنوار سيارتي تسطع على لوحة زرقاء قد خطت بقلم أبيض فسفوري براق…كتب عليها ….زيلامسي 10 كيلوا….مع هذه اللوحة و في هذه لحظة ينقلب الخوف إلى أمن ….و تتحول جميع الألوان إلى لونها الطبيعي…فرغم سواد الليل الدامس…لكنني أرى كل شيء بوضوح….الزهور ,و الطبيعة , و الأشجار , و الأنهار…..
تعليقات
إرسال تعليق